حدث في كوكب الاعماق ذات يوم،أن اختلف أعضاء الحزب الحاكم في عقاب الحب،وهل وجب الاقتصاص منه اليوم ام ارجاء الحكم عليه الى الغد؟
فاضطرب عقلي محذرا من نهاية الحب ،متوعدا بالندم ولو بعد حين،عندها تداخلت في أذني نغمة حزن وشوق وحنين، محرّكة يدي في محاولة فاشلة لكتابة قصص الوجد والأنين،فسخرت ذاكرتي
من سرابية الحب في طيات هذه السنين ،لينتفض ايماني وقتها محذرا من مغبة الحب وحرمته في مفردات الدين، نظرت بعين الشفقة الى قلبي الذي أتعبه التناقض الحاد المتين،وهو يقف،كافرا بشرائع الأعضاء المتناحرين،
صارخا بالمحبة،مناديا بدفقه لذلك السر العظيم،متهجما على كل عضو تقاتل يوما مع الأعضاء الباقين،ووقف اليوم صفا واحدا معهم لأعتقال الحب من قلوب العالمين،حاولوا الدخول الى مدينة قلبي،علّهم يستأصلون المحبة من الشرايين،
بعنف،لتعليمه ديمقراطية العشق ونغمة متطورة من أنغام الحنين،وبكل الوطنية وقف قلبي النابض بشموخ مدافعا عن حدوده ،مناديا بحقوقنا وحقوقه،رافعا شعار المحبة دين،بوجه كل المعتدين،الذين سيطروا بفراغهم على عوالمنا ،
وزيفوا بتسليتهم مشاعرنا
واهدونا محبة زائلة تقتل الحب في غيابات جوارحنا وتبعده عن أرواح العالمين ،متلقيا بصدره المحب سهام الجور وحقد الحاقدين،رغم انه للحب ليس من المجربين،الا أنه آمن به باحساس صادق امين،وأنه سيعيش ليجد ضالته ،ولن يملأ فراغ روحه بمحبة التافهين الفارغين،
بل سيحافظ على عواطفه لفارسه الامين،لأن شوق الحب وحنينه أروع من تواصل كل المتواصلين،وانين المحب وعذاباته خير من موت في الروتين،
أما لذاكرتي فانا لها من الواعدين،بعودة زمان الحب،برسم محبة حقيقية وصدق عظيم،في عالم من الكذبة المزيفين،
وأنني لن اتخلى عن عالمي حتى لو تناساه كل البشر الأرضيين،
أخبرت ايماني المنتفض بالكفر والتحريم،بأن الله امر بالمحبة ودروبه محبة،وايماننا محبة،وديننا قائم بجوهره على السلام والمحبة،أخبرته اننا بالحب نتقرب الى الله ،
ونعيش روحانية ولذة الايمان،أننا بالحب نشعر بصدق ، ونخاف حقيقة على اهلنا في باقي البلدان
أخبرته اننا لو عشنا الحب فعلا لحررنا الأوطان،لارتبطنا بصدق واخلاص مع اخ عراقي وأخت فلسطينية وجريح في بلادنا المحتلة وطفل في أراضينا المقدسة...
لوعشنا الحب فعلا لانتفضنا لكرامتنا وأرضنا وعرضنا،لو عشنا الحب فعلا لما تقاتلنا ،لما اختلفنا وابتعدنا ،
لوعشنا الحب لكنا بديننا حكمنا
بقرآننا عدلنا
بانسانيتنا تعايشنا
لو باستطاعتي ان احب وأحب واحب وانثر أجزاء روحي بكل الحب على هذه الاكوان لما تخاذلت لحظة
لأنني فتشت وبحثت كثيرا كثيرا،حتى مللت البحث
معتقدة اننا بالعقل والمنطق ننجوا من غضب الزمان،وجدت العقل والمنطق في خدمة الظلم والجور والحرمان
خلت الدين بقواعده سيلجم الطغيان،تسيس الدين للظالم وزاد في استضعاف الانسان،
خلتنا ان اعتمدنا على الضمير عاشت الاوطان ،مات الضمير واحتلت الاوطان،
لذا قررت الوقوف الى جانب الحب ولو خذله كل انسان،لن اتركه انا ،سأدافع عنه بكل زمان ومكان ،ستبقى يدي في يده الى النهاية سأبقى مؤمنة بقدرته
وسيبقى لساني يلهج باسمه ،سيبقى موجودا لأجلنا وسأبقى موجودة لأجله، لأزرع بذوره في كل النفوس ،ليعيش كل العالم بمحبة ،ليدركوا كنه المودة ،
لأرى في العيون بريق الحب،وفي الألسنة كلام القلب،وفي التعامل مودة الصدق،وفي الحب اخلاص الحب،
سأبقى بقلبي أعيش الحب وأرعاه ليكبر
ويسع كل الدنى ،وقتها فقط سأرتاح لدنيا ان مات فيها نبضي تدفق في شريانها مليون نبض
وفي هكذا دفق يعيش حبي ويموت الموت
سأعيش بأوتار قلبي واموت فينبض في الموت موتي
ويثور جوهر الحب على طلاسم الموت.